الأحد، 6 يناير 2008

الأدب الإماراتي .. بين الملائكة والشياطين .




آخر الكتب التي أضيفت إلى قائمة الـ " لا تـُنسى" هي رواية دان براون المعنونة بـ "ملائكة وشياطين" ..


لقد كان الرائع براون موفقا في اختياره للعنوان ، فعرض لنا حقيقة كل من الشيطان الآدمي وإن كان متنكرا في هيئة ملاك ، أو حقيقة الملاك الإنساني وان لم تكن من سيماه الطيبة أو البشاشة .


وفي الحالتين، أقررت بعبقرية الكاتب ونبوغه، يكفي ذكر الحرب التاريخية التي أتى على ذكرها، والذي تعود بداياتها إلى دحض الكنيسة للعلم واحتكارها للمعارف، لكم شدني اطلاعه على الكثير من فروع العلم على اختلافها، كما اطلاعه على الفنون و جغرافية روما .
الرواية، وعلى الرغم من ترجمتها، لم تفقد من قيمتها الأدبية شيئا البتة، فكما نعرف جميعا، كثير من النصوص تفقد روعتها الأدبية وبراعة مؤلفيها حين تترجم ، ولكن احتفظت هذه الرواية بالكثير الكثير من لمسات الكاتب السحرية، والتي شدتني للقراءة صفحة بعد صفحة حتى أتممت الـ 568 صفحة .

حين أقرأ كتبا مماثلة، أتساءل دائما عن مصير الأدب الإماراتي، رغم علمي انه قطع شوطا كبيرا لا يمكن تجاهله، إلا انني في شغف يكاد يقتلني لرؤيته متربعا على عرش الأدب العالمي كـ الأدب البريطاني أو الأمريكي أو خلافهما. فعلا أحس بالروعة وانا اتأمل حروف بعض تلك الأعمال العالمية، ومنها عمل براون هذا، ولكن متى يا ترى سأعرف الإحساس ذاته لقراءتي رائعة إحدى نوابغنا الإماراتيين؟

نعم، الكثير منهم موهوبون بأقلام ٍ من ذهب، وكثيرون أيضا من قاموا بإضافة روائع مميزة لتاريخ الإمارات، ولكن هل هذا يكفي ؟! أعني أنه من المعروف جيدا أننا أمة لا تقرا، و اليقين أيضا أن ملائكة القلم الاماراتيون قد يفقدون بلاغة مدادهم في مواجهة مع شياطين الجهل أو حتى أولئك المعتقدين أن التسمر امام الشاشات الهابطة أفضل و أسمى من قضاء الوقت مع حفنة من الورق . أغرقت هذه القضية رأسي بالتساؤلات حتى بدأت البحث عن أعلام إماراتية ثقافية، و وجدت الكثير منها. الكثير ممن اعتنقوا حب الثقافة وارتدوا أبهى حللها، فعلا شخصيات لا يملك القلب إلا الوقوف لها دهورا من الاحترام والتبجيل، لفكرها كما لنتاجها الأدبي المميز.
و أعود لنقطة شياطين الجهل، والجهل كما يقول الأستاذ علي أبو الريش في روايته " نافذة الجنون" ، يسوق العالم كـ قطيع بعصاه. طلابنا في المدارس لا يعرفون الكثير عن الأدباء والكتاب الإماراتيين، ولعلنا درسنا قصة أو اثنتين في منهج اللغة العربية، ولكن السنين تلو السنين تنسينا تماما تلك القصص كما تمحو أسماء مؤلفيها من أدمغتنا، أليس هذا نوعا من الجهل؟
ولحزني، هناك الكثير من المواهب الشابة، والقوية فعلا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، مواهب تخط روائع النثر والشعر معا، ومواهب اخرى تصيغ لبنات الروايات والقصص كأرقى ما يكون، ولا أرى إلا بعد أحيان ِ من الزمن أحلامهم تلاشت و أقلامهم تبريها الظروف ومشاغل الحياة حتى لا يبقى منها شيء.
جل ما آمله أن يجد سرب ٌ من هذه الأقلام الواعدة طريقه، حتى وان كانت الغيوم أمامه مشحونة بالرعود والبروق ، فهذه الأقلام تنتظرها مهمة حمل الشعلة من الجيل الذي أسس حركة الثقافة في الإمارات، وهي وحدها ستكون قادرة على تصحيح مسارات المجتمع في المستقبل بإذن الله .


هناك 7 تعليقات:

elghalakelah يقول...

السلام عليكم
احب ان اشكرج على هذه المدونه الرائعه :)

ربي يوفقج ان شاء الله
لي عوده ...

محمد وافي يقول...

مريت من هنا ..
سأضيف مدونتكم في مفضلتي .. لاعود هنا..

ولا انسى ان اشكركم على مروركم الجميل

Ro7-aL3in يقول...

دان براون عندي مرتبط بشفرة دافنشي..
حبيت أسلوب الكاتب
ثم تطرقت لمحاولة قرائة روايته الحقيقة الخديعة بس بعدني ما خلصتها..

كلامج عن الأدب الإماراتي صحيح 100%
دائماً أتسائل أين مصيره..لربما يكون لدنيا من تلك المواهب والأبداع لكن السؤال يبقى من يحظن هذه المواهب

تشكرين على الطرح الرائع

اقصوصه يقول...

تدوينه جدا جميله :)

جُلنار يقول...

وَ كم أمَقنا أن نَرى هَذِه الأقلام تَغزو مجتمعنا الشبة نامي ..

مقال مميز اتخذت فيه فائدة القرآءة فِي بعض حوارات منسكبة في رواية واستخلاص جيد للمغزى ..

استمتعت بالقرىءة .. واضفت مدونتك لمفضلتي النادرة

Unknown يقول...


thx

مؤسسه تنظيف

اخبار السيارات يقول...

thank you

اخبار السيارات