الاثنين، 17 ديسمبر 2007

×. كفانـــا رحيــلكــ .×





غريب ٌ أمر أقلامنا، و الأغرب أمر أرواحنا.
أحيان ٌ كثيرة تلك التي أحس فيها بالاختناق، ولا أجد إلا القلم منقذا لي من براثن نفاد الـ " أمنية" .
أحد هذه الأحيان ، كان رسم هذه اللوحة، بذات القلم الذي أكتب به، ذات القلم الذي رافقني في أسوأ حالاتي النفسية، و أكثر مزاجاتي قسوة، على نفسي - ربما- أكثر من الآخرين.
رغم خوفي من رسمها ، لاحتوائها علىصورة " الحبيب الراحل" ، إلا أن الرغبة كانت أقوى مني هذه المرة، وشوقي لملامحه ، أجبرني أن أخطها ثانية بقلم ٍ من رصاص، عوضا ً عن الاحتفاظ بها في القلب كما هي العادة .
باختصار ، أحببتها ، وللأسف هي ليست كاملة هنا ، ولم تتسن َ لي الفرصة لأصورها بعد ان اكملتها، إذ أنها أصبحت من نصيب أحد أكثر أساتذتي طيبة وهيبة، إنسان رائع بكل ما للكلمة من معنى، ولعل كون اللوحة تذكرني بالـ " عطاء" ، فأردت أن تكون من نصيب شخص يعشق العطاء أيضا .
ساعدني كثيرا، فرأيت أن أشكره بما أستطيع، ولعشقي لهذه اللوحة، لم اجد أغلى منها لتقديمه .
:
×
:
أمنية ، تتلوى ثكلا ً : ..
:
فقــــدكـ المكان اللي فقدتــهــ
وانا " مــذهولـ .. .. "
مكان +جمعنا+ .. و +اجتمعنا+ على برّهـ ..
ينادي.. و أنادي .. ليـــــــــــــت ناصل مداكـ بـ /قول !
× كفانـــا رحيلكـ يسقي أرواحنــــا مرّهــ " !!

الاثنين، 3 ديسمبر 2007

شعور بالوطنية؟... أم مظاهر احتفالية ؟!


الثاني من ديسمبر ، هو يوم -كما يعرف الجميع- حافل بالسعادة الإماراتية ،

هو عرس وطني ، ننتشي جميعا لدى احتضان لحظاته أو حتى مجرد ترقبها.
للأمانة، تجتاحني سعادة عارمة لرؤيتي صغارنا يتنافسون في الارتباط بعلم دولتنا، سواء في أزيائهم او الرسم على وجوههم ، او حتى المشاركة في فعاليات مناسبة عزيزة كهذه.
ولكن، وكما يقال أن لا فرحة تتم ، تساؤلات - قد تكون عقيمة- تتسابق لرأسي أحيانا حين أنظر مظاهرنا الاحتفالية، لأرى الجميع يفتخر بكونه إمااراتيا ، والجميع يتنافس لإظهار هذه الوطنية بأفضل ما يستطيع، ولكن ...
ماذا عن بقية الأيام ؟!
هل الثاني من ديسمبر في ذاته يحوي وطنيتنا.؟؟ أم أن شعورنا بالانتماء يخبو في بقية الأيام؟ الأمر في نظري شبيه باحتفالنا برمضان وأيامه المباركة، فجميعنا خلال رمضان متدينون، حتى أننا نقاطع الأغاني والألحان في أيامه متناسين أننا نعشقها قبله وبعده، ولسان حالنا يرد: الذنب في رمضان معظم .
وحتما، سيكون تعاملنا بنوع من الفتور مع الثاني من ديسمبر نوعا من الذنب الوطني المعظم، غير أنه لن يكون كذلك في بقية أيام السنة ، وكأننا - مع احترامي للجميع - لسنا إماراتيين في بقية العام .
وسبب تساؤلاتي هذه، كثير من الأفعال التي أراها تسيء لي كإماراتية، وتسيء لمجتمعي ووطني بالدرجة الأولى، أفعال يقترفها بعض الإماراتيين، سواء من شباب أو شابات، وأعلم كل العلم أنها أفعال فردية، من الظلم أن نعممها على دولة بأكملها، ولكن بعض هذه الأفعال الفردية تعكس صورة المجتمع، ويزداد تعجبي من هؤلاء الأفراد حين أراهم ينسون كل النقائص وال" بلاوي" التي يرتكبونها وهم يحتفلون باليوم الوطني، ولعل هذه أحدى فضائل الثاني من ديسمبر ، لعلها أيضا إحدى الأسباب التي تجعلني أعشقه حتى النخاع، كونه يوحد القلوب الاماراتية لدرجة ينسيها فيها ما ارتكبت بحق الأرض الطيبة .
لست هنا اقلل من شأن ممارساتنا الوطنية أو ادعو للحد منها في الثاني من ديسمبر كما أسلفت، ولكنني هنا لأذكر، ان كل يوم في السنة يعني أنني إماراتية، كما و أنتم أيها القراء إماراتيون أو تنتمون إلى أوطانكم ، ليس بأي درجة أقل من اليوم الوطني، ولا بمثقال ذرة واحدة . فاليوم الوطني، ليس مجرد إجازة ننتظرها بفارغ الصبر للهرب من الروتين والأعمال المتراكمة، ولا هو يوم يذكرنا بهويتنا ومن نحن ، إنما هو يوم شهد دون غيره استقلالية أرض ٍ وتتويج جهود، وما يجب علينا بالتالي أن نحترم هذه الجهود ونقدرها في كل يوم يمر، ان لم يكن في أي لحظة، ولنحترم الجهود التي أنشأت الاتحاد قبل الإقدام على أي عمل يمكن ان يضر بها أو يقلل من قيمتها.
وفي الختام، دمت ِ بلادي عامرة بالخير والفخر، ودمت ِ رمزا يحتذى به، و نجمة تتألق عزة و نهضة. ليحفظ الله هذه الأرض ومن عليها .
اللهم آمين .